السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الأمين ، وعلى آله وصحبه ومن اتبع سبيلهم إلى يوم الدين ، وبعد ؛
قد كان بعض إخواني في ملتقى أهل الحديث وغيره سألوا غير مرة عن أيسر السبل لطباعة كتاب وتجليده يدويا ، ولما كنت قد وعدتهم خيرا في ذلك مذ فترة - أحسبها لم تطل والحمد لله - كان هذا الموضوع الذي بين أيديكم ، وإن لم يكن لي تخصص أو كبير خبرة فيه ، إنما هي هوايات وتجارب منها ما نجح بفضل الله ومنّه . وسأشرح فيه بالتفصيل - إن شاء الله - خطوات ذلك ومراحله ، وأسأل الله التوفيق والسداد والقبول ، وأن يعين على تمامه وأن ينفع به . اللهم آمين .
توطئة لا بد منها ..
كثيرا ما يحتاج بعضنا لطباعة كتاب أو بحث في البيت أو المكتب بطابعته الشخصية لغرض كالدراسة ونحوها ، وتختلف هيئات وأشكال طباعة ذلك باختلاف معرفة المستخدم وخبرته ، وكذلك بحسب المتاح له من إمكانات طابعته ومواد الطباعة من ورق وحبر وغير ذلك .
وأحسب أن الشائع عند الطباعة الشخصية أن تكون كل صفحة ( وجه ) في ورقة مستقلة ، ولا بأس بذلك إن كانت أوراقا قليلة ، لكن قد يضطر أحدنا - لا سيما من طلبة العلم - أن يطبع كتابا معينا لغرض ما ، قد يكون ذلك لندرته ، أو لكثرة الرجوع إليه للمذاكره ، أو يجهده النظر كثيرا إلى شاشة الحاسوب ، أو غير ذلك من أسباب . فإن طبع ذلك على الهيئة الشائعة فسيكون حمل الكتاب وتصفحه صعبا ، وقد تفسد أوراقه مع الأيام لضعف تماسكه وعدم تجليده أو تغليفه بما يحميه . وإن كان بعضهم يطبع كل صفحتين على وجه واحد رغبة التخفف من الأوراق ، لكن تبقى مشكلة تماسك الكتاب وصعوبة تصفحه ، وأنا أقصد في كلامي - أكثر ما أقصد - الكتب الكبيرة .